السبب وراء تكبد الدولار الامريكي أكبر خسائر هذا الشهر

شهد الدولار تعافياً واضحاً خلال تعاملات آخر جلسات الأسبوع يوم الجمعة، حيث كانت الأسواق مستعدة لإغلاق شهر مارس والربع الأول من عام 2023. ومع ذلك، فإن هذا التعافي قاص تلك الأرباح بعد صدور البيانات السلبية لمؤشر التغير في أسعار الإنفاق الاستهلاكي، وسط ترقب الأسواق لصدور بيانات سوق العمل بالولايات المتحدة الأسبوع المقبل.
أهم الاسباب التي أثرت على حركة الدولار الامريكي
خلال تعاملات هذا الأسبوع، تعرض الدولار للعديد من الضغوط الهبوطية نتيجة تزايد المخاوف في الأسواق العالمية من انتشار عدوى انهيار سيليكون فالي في القطاع المصرفي بالولايات المتحدة، وكذلك المخاوف من ركود اقتصاد الولايات المتحدة. وزادت احتمالات وقوع هذا الركود بين المؤسسات المالية الكبرى، خاصة بعد أزمة البنوك الأمريكية والبيانات السلبية للنمو التي صدرت أمس.
وبالإضافة إلى ذلك، فقد تزايدت الرهانات بين المستثمرين خلال الفترة الأخيرة بشأن توجهات بنك الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي نحو الاقتراب من نهاية دورة التشديد النقدي العنيفة التي بدأها العام السابق. وأوضحت ساعة الفيدرالي “FEDWATCH” أن الأسواق أصبحت تسعر بنسبة 44.8% الآن احتمالية أن يقرر البنك المركزي للولايات المتحدة تعليق رفع سعر الفائدة في اجتماعه المقبل.
وعلى الرغم من ذلك، تمكن الدولار من التعافي اليوم بسبب عدة عوامل، من بينها تصريحات عدد من أعضاء بنك الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي بأنه قد تكون هناك حاجة كبيرة إلى الاستمرار في رفع أسعار الفائدة خلال الاجتماع المقبل، من أجل خفض التضخم وضمان استقرار الأسعار.
من ناحية أخرى، استفاد الدولار أيضًا من تراجع اليورو اليوم، نتيجة البيانات السلبية لبيانات التضخم الأولية الصادرة في منطقة اليورو صباح اليوم، حيث سجل المؤشر العام للتضخم تراجعًا يفوق توقعات الأسواق وبلغ 6.9٪. وتزامن ذلك مع التراجع الحاد الذي شهدته بيانات مبيعات التجزئة في ألمانيا – أكبر اقتصادات المنطقة – صباح اليوم، والتي سجلت انكماشًا بنسبة 7.1٪، مما زاد من مخاوف التباطؤ الاقتصادي في المنطقة.
وفي سياق آخر، أعلنت الصين يوم أمس عن نيتها تعزيز التعاون العسكري مع روسيا. وأعلنت جمهورية الصين الشعبية صباح اليوم أن هناك العديد من العوائق والتحديات التي تهدد علاقتها مع الولايات المتحدة، خاصة بعد زيارة رئيس تايوان إلى الولايات المتحدة أمس، مما أدى إلى زيادة التوترات الجيوسياسية. وتلقى الدولار بعض الدعم جراء هذه التوترات الجيوسياسية.
على الرغم من التراجع الواضح لعوائد سندات الخزانة الأمريكية اليوم، إلا أن الدولار لاقى بعض الدعم من تدفقات السيولة في سوق العملات خلال آخر أيام هذا الأسبوع، ومع إغلاق الشهر والربع الأول من العام، بالإضافة إلى بيانات سوق العمل الهامة التي ستصدر الأسبوع المقبل.
ومع ذلك، فقد قلص الدولار أرباحه المبكرة بقوة بعد صدور بيانات مؤشر الإنفاق الاستهلاكي الشخصي منذ قليل، حيث أظهرت البيانات انكماش المؤشر بأكثر من توقعات الأسواق، حيث سجل 4.6% على أساس سنوي، وتراجع أيضاً على أساس شهري إلى 0.3%، بعدما تمت مراجعة القراءة السابقة للمؤشر على نحو منخفض إلى 0.55 من 0.6%.
الدولار الان
وفيما يتعلق بالتداولات، ارتفع مؤشر الدولار – الذي يقيس أداء العملة الأمريكية مقابل سلة من 6 عملات رئيسية أخرى – خلال تعاملات اليوم بنسبة 0.11٪ ليصل إلى 102.284 نقطة.
وفيما يتعلق بأدائه مقابل العملات الأخرى الرئيسية، تراجع اليورو مقابل الدولار بنسبة 0.15٪ ليصل إلى 1.0887 دولار، في حين استقر الجنيه الإسترليني مقابل الدولار عند مستوى 1.2386 دولار.
وفي نفس الوقت، ارتفع الدولار مقابل الين الياباني بنسبة 0.21٪ ليصل إلى 132.95 ين، كما صعد الدولار مقابل الفرنك السويسري بنسبة 0.22٪ ليصل إلى 0.9152 فرنك.
وفيما يتعلق بأدائه مقابل العملات السلعية، تراجع الدولار الأسترالي مقابل نظيره الأمريكي بنسبة 0.25٪ إلى 0.6696 دولار أمريكي، في حين استقر الدولار النيوزيلندي مقابل الدولار الأمريكي عند 0.6260 دولار أمريكي، وارتفع الدولار الأمريكي مقابل نظيره الكندي بنسبة 0.21٪ ليصل إلى 1.3549 دولار كندي.