استقرار أسعار الذهب في ظل تحديات الدولار وتوترات الشرق الأوسط

استقرار أسعار الذهب في ظل تحديات الدولار وتوترات الشرق الأوسط

استقرت أسعار الذهب خلال جلسة التداول اليوم الأربعاء بعد ارتفاعها إلى مستويات قياسية خلال الأسبوع الماضي، حيث عوض الطلب على الملاذ الآمن الذي ينبغي للمخاطر الجيوسياسية في الشرق الأوسط جزءًا من الضغوط الناجمة عن ارتفاع الدولار الأمريكي وعائدات سندات الخزانة. استقر الدولار قرب أعلى مستوياته خلال خمسة أشهر، مما قلل من جاذبية الذهب المقوم بالعملة الأمريكية بالنسبة لحاملي العملات الأخرى. ووصلت عائدات سندات الخزانة الأمريكية لأجل 10 سنوات إلى 4.6591٪، مما جعلها تتحرك بالقرب من أعلى مستوياتها خلال خمسة أشهر التي سجلتها في الجلسة السابقة.

وفيما يتعلق بآفاق خفض أسعار الفائدة، فإن تراجع كبار مسؤولي البنك المركزي الأمريكي عن إعطاء أي إشارات حول الموعد المحتمل لخفض أسعار الفائدة يثير تساؤلات حول الاحتمالات في هذا العام، خاصة بعد تراجع توقعات الشركات الوسيطة العالمية بشأن بدء مجلس الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي في خفض أسعار الفائدة حتى سبتمبر بدلًا من يونيو. ويتوقع السوق احتمالية بنسبة 68٪ لخفض أسعار الفائدة في سبتمبر، مما يعزز جاذبية الاحتفاظ بالذهب كملاذ آمن.

ويعتقد كبير المحللين لدى “كيتكو ميتالز”، “جيم ويكوف”، أنه في حال تصاعد الوضع الجيوسياسي، ستشهد أسعار الذهب صعودًا مجددًا، بينما في حال تراجع الصراع في الشرق الأوسط، فإن تركيز السوق سيتحول نحو السياسة النقدية للفيدرالي الأمريكي، مع التأكيد على عدم إمكانية خفض الفائدة في المستقبل القريب.

فيما يتعلق بأسعار الذهب عند التسوية أمس، فقد عززت أسعار العقود الآجلة للذهب مكاسبها بفضل الطلب على الملاذ الآمن في ظل التوترات الجيوسياسية، حيث ارتفعت بأكثر من 1٪ عند التسوية لتبلغ 2407.8 دولار للأوقية، محققة عاشر مستوى قياسي منذ بداية أبريل.

وفيما يتعلق بالأسعار الحالية، تتراجع العقود الآجلة للذهب بنسبة 0.34٪ إلى 2399 دولار للأوقية، بينما تستقر العقود الفورية عند مستوى 2383 دولار للأوقية بعد تسجيل أعلى مستوى على الإطلاق يوم الجمعة عند 2431.29 دولار. وفيما يتعلق بالمعادن الأخرى، فقد ارتفعت الفضة في المعاملات الفورية بنسبة 0.3٪ إلى 28.16 دولار للأوقية، بينما تراجع البلاتين بنسبة 0.3٪ إلى 953.75 دولارا وزاد البلاديوم بنسبة 0.4٪ إلى 1017.58 دولار.

بالإضافة إلى ذلك، يبدو أن المعدن الأصفر يظهر مقاومة ومرونة في مواجهة تلك العوامل السلبية، حيث يظل الطلب على الملاذ الآمن قويًا بفضل التوترات الجيوسياسية المستمرة، خاصةً في ظل التوترات بين إسرائيل وإيران. ومع تحول الاهتمام نحو السياسة النقدية للفيدرالي الأمريكي، يبقى الذهب على رأس قائمة الملاذات الآمنة المفضلة.

من الجدير بالذكر أن توقعات استمرار ارتفاع أسعار الفائدة في الفترة القادمة تُشجع على الاحتفاظ بالمعدن الأصفر كوسيلة لحماية الاستثمارات من تباطؤ النمو الاقتصادي وزيادة التضخم. ومن المتوقع أن يظل الذهب محل اهتمام المستثمرين خلال الفترة القادمة، حيث تبقى التوقعات بشأن السياسة النقدية والتوترات الجيوسياسية عوامل رئيسية في تحديد اتجاهات السوق.

وفي هذا السياق، يبقى الذهب مرتفعًا في الوقت الحالي على الرغم من التقلبات السلبية القائمة، مما يعكس الاهتمام المستمر بالأصول الملاذية. ومن المرجح أن تستمر التوترات الجيوسياسية والتوقعات بشأن السياسة النقدية في أمريكا في تحديد اتجاهات سوق الذهب في الفترة المقبلة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *