ماذا تعرف عن موجة إليوت؟

ماذا تعرف عن موجة إليوت؟

موجة إليوت هي نظرية مالية تُستخدم لتحليل حركة الأسعار في الأسواق المالية، وهي تُعتبر جزءًا من التحليل الفني. تم تطوير هذه النظرية بواسطة رالف نيلسون إليوت في الثلاثينات من القرن الماضي.

تقوم فكرة الموجة الإليوت على افتراض أن حركة الأسعار في الأسواق المالية تتبع نمطًا متكررًا من الأمواج الصاعدة والهابطة، والتي يمكن تحليلها والتنبؤ بها. تعتمد النظرية على افتراض أن الأسعار تتأرجح بين فترات زمنية معينة، حيث تظهر ثلاث موجات صاعدة (موجات التصحيح) بين كل موجتي هبوط (موجات الانخفاض). وبناءً على هذه النماذج الرئيسية والتصحيحية، يمكن للمحللين التنبؤ بالاتجاه المستقبلي لحركة الأسعار.

تعتبر الموجة الأولى والثالثة والخامسة موجات صاعدة، بينما تعتبر الموجة الثانية والرابعة موجات هابطة. وتعتمد الموجات الأربعة الهابطة والثلاثة الصاعدة على نسب ذهبية (نسبة الفيبوناتشي) معينة.

تُستخدم موجة إليوت في مختلف الأسواق المالية مثل سوق الأسهم وسوق العملات وسوق السلع. يهدف تحليل الموجة الإليوت إلى توفير إشارات للمستثمرين بشأن أوقات الشراء والبيع المحتملة وتحديد الأهداف السعرية المحتملة.

مع ذلك، يجب أن يتم استخدام الموجة الإليوت بحذر و بالاعتماد على التحليل الفني الآخر والمؤشرات الفنية لاتخاذ قرارات الاستثمار السليم. على الرغم من أن الموجة الإليوت يمكن أن تكون أداة قوية لتحليل الأسعار، إلا أنها ليست خالية من التحديات والقيود. فعلى سبيل المثال، قد تكون الأمواج غير واضحة أو مبهمة في بعض الأحيان، ويمكن أن تكون هناك تباينات في تفسير الموجات بين المحللين المختلفين.

علاوة على ذلك، يجب أن يتم استخدام الموجة الإليوت بالاعتماد على مزيج من التحليل الفني والأساسي وإدارة المخاطر. ينبغي على المستثمرين أن يكونوا حذرين ويستخدموا استراتيجيات أخرى للتأكد من صحة تحليلهم واتخاذ قرارات الاستثمار الصائبة.

ويجب أن يتم توظيف الموجة الإليوت كأداة مساعدة واحدة ضمن مجموعة أدوات أو تقنيات لتحليل السوق. قد تكون الاستشارة المالية المتخصصة ضرورية للحصول على نصيحة مهنية واستخدام الموجة الإليوت بشكل فعال ومناسب لمتطلباتك الاستثمارية.

باستناد إلى ما تم ذكره في المثال الأول، يمكن إعادة صياغة المفهوم على النحو التالي:

يلاحظ أنه في المثال الأول، توجد خمس موجات دافعة: ثلاثة موجات صاعدة (1 و 3 و 5) وموجتان هابطتان (A و C). ببساطة، يمكن اعتبار أي حركة تتوافق مع الاتجاه الرئيسي موجة دافعة. بمعنى آخر، الحركات التي تتبع تسلسل الموجات الصاعدة والهابطة تعد أجزاءً من نمط موجة إليوت.

ومع ذلك، وفقًا لنظرية إليوت، يتم تكوين أسواق المال بنماذج مفصلة. لذلك، عندما نقلل من الإطار الزمني للتحليل، يمكن أيضًا اعتبار الحركة من 1 إلى 5 موجة دافعة واحدة (تسمى “i”)، في حين يمكن أن تُمثّل الحركة A-B-C موجة تصحيحية واحدة (تسمى “ii”).

هذه الصياغة تُظهر التفصيل المتقدم لنظرية إليوت، حيث يمكن تقسيم الأسواق إلى مجموعات من الموجات الدافعة والتصحيحية على مختلف الإطارات الزمنية، مما يمكن المحللين من تحليل الأسعار وتنبؤ حركة السوق بشكل أفضل.

وعند تقليل الإطار الزمني، يمكن تقسيم الموجة الدافعة الواحدة (مثل الموجة 3 في المثال) إلى خمس موجات أصغر، وذلك وفقًا لنظرية إليوت.

من ناحية أخرى، في الأسواق الصاعدة، ستتكون دورة موجة إليوت على النحو التالي:

وفقًا لتعريف بريكتر، تتحرك الموجات الدافعة دائمًا في نفس اتجاه السوق الأكبر. وكما رأينا في الأمثلة السابقة، يصف إليوت نوعين من تطور الموجات، وهي الموجات الدافعة والتصحيحية.

في المثال السابق، تم تقديم خمس موجات دافعة وثلاث موجات تصحيحية. ومع ذلك، عند تكبير موجة الدافعة الواحدة، سيتضح أنها تتكون من خمس موجات أصغر. وقد أطلق إليوت على هذا النمط اسم “نمط الموجات الخمس” ووضع ثلاث قواعد لوصف تكوينها:

  1. لا يجوز للموجة 2 أن ترتد إلى أكثر من 100٪ من حركة الموجة 1 السابقة لها.
  2. لا يجوز للموجة 4 أن ترتد إلى أكثر من 100٪ من حركة الموجة 3 السابقة لها.
  3. بين الموجات 1 و 3 و 5، يجب أن تكون الموجة 3 الأطول وتتجاوز عادة نهاية الموجة 1.

وباستخدام هذه القواعد، يمكن للمحللين تحليل وتوقع حركة الأسعار بناءً على نمط الموجات الخمس وتطوره في السوق المالية.

الموجات التصحيحية

 الموجات التصحيحية تتكون عادةً من ثلاث موجات. وتتشكل هذه الموجات التصحيحية بفعل موجة تصحيحية أصغر تتكون بين موجتي دافعتين أصغر.

تُسمَى الموجات التصحيحية عادةً بأحرف الأبجدية الأولى A، وB، وC. وتحدد هذه الموجات التصحيحية التغييرات القصيرة الأجل ضمن الاتجاه العام للسوق. وتعمل على تعديل الاتجاه الأساسي للسوق بشكل مؤقت قبل استمرار الحركة الرئيسية.

على سبيل المثال، بعد الانتهاء من الدورة الدافعة التي تتألف من خمس موجات، قد تظهر موجة تصحيحية تتألف من ثلاث موجات (A، B، C) وتعكس تصحيحًا للاتجاه السابق قبل استمرار الاتجاه الرئيسي الصاعد أو الهابط.

تحليل الموجات التصحيحية يساعد المحللين على تحديد نقاط دخول وخروج إضافية في السوق وتحديد المستويات المحتملة للدعم والمقاومة، مما يساهم في تحسين استراتيجيات التداول واتخاذ قرارات استثمارية أكثر دقة.

هل موجة اليوت مفيدة ؟

هناك جدل مستمر حول كفاءة نظرية موجة إليوت في تحليل الأسواق المالية. يقول البعض إن نجاح مبدأ موجة الإليوت يعتمد بشكل كبير على قدرة المتداولين على تقسيم حركات السوق بدقة إلى اتجاهات وتصحيحات.

على صعيد العمل العملي، يمكن رسم الموجات بطرق مختلفة دون ضرورة انتهاك قواعد إليوت. هذا يعني أن رسم الموجات بشكل صحيح ليس أمرًا سهلاً. وليس هذا فقط، بل يتطلب أيضًا درجة عالية من عدم التحيز.

لذا، يُجادِل المنتقدون أن نظرية الموجة الإليوت ليست نظرية موثوقة نظرًا لطبيعتها غير الموضوعية إلى حد كبير، بالإضافة إلى اعتمادها على قواعد غير محددة بدقة. ومع ذلك، هناك الآلاف من المستثمرين والمتداولين الناجحين الذين استطاعوا تطبيق مبادئ إليوت بطريقة مربحة.

ومن اللافت للنظر أنه يوجد عدد متزايد من المتداولين في سوق العملات الرقمية الذين يجمعون بين نظرية الموجة الإليوت والمؤشرات الفنية لزيادة معدلات نجاحهم وتقليل المخاطر . ومن أمثلة ذلك اعتماد مؤشرات ارتداد وامتداد فيبوناتشي.

أقراء أيضاً .

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *