تغيرات مفاجئة في الأسواق المالية وهلع المستثمرين

تغيرات مفاجئة في الأسواق المالية وهلع المستثمرين

تغير السياق الاقتصادي بشكل كبير في الأسواق المالية مؤخرًا، حيث كان السيناريو السائد هو استمرار الاحتياطي الفيدرالي في الحفاظ على أسعار الفائدة منخفضة واستمرار النجاح والارتفاع في وول ستريت. ولكن هذا التوجه بدأ يتغير بشكل ملحوظ، حيث يبدو أن أسعار الفائدة ستظل مرتفعة لفترة أطول مما كان متوقعًا. هذه الفكرة هي محور جهود المسؤولين في الاحتياطي الفيدرالي في محاولة لإقناع السوق بها، وهي فكرة بدأ المستثمرون الآن في تفهمها.

كان يوم الثلاثاء يومًا صعبًا بالنسبة لوول ستريت، حيث شهدت المؤشرات الرئيسية انخفاضًا حادًا في مختلف القطاعات، وارتفعت عوائد سندات الخزانة إلى أعلى مستوياتها منذ نحو 16 عامًا. هذا الارتفاع في أسعار الفائدة يثير مخاوف خاصة مع اقتراب الشركات الأمريكية من موسم تقارير الأرباح للربع الثالث من العام، والذي يعتبر حاسمًا.

عمليات بيع الأسهم الأمريكية تسببت في حالة من الذعر بين المتداولين الحساسين، وهذا الوضع العام لم يحدث منذ الأزمة المالية الإقليمية في مارس الماضي. في هذا السياق المالي المتقلب في وول ستريت، يتزايد التفاؤل بأن تكون تصحيحات الأسهم في مراحلها الأخيرة.

مع استمرار ارتفاع عوائد سندات الخزانة وتسارع خسائر الأسهم يوم الثلاثاء، يتعرض المتداولون في مجال المشتقات المالية لمزيد من الاضطرابات في الوقت الحالي، وربما في المستقبل.

مؤشر التقلب “Cboe”، الذي يرصد تقلبات أسعار مؤشر S&P 500 المعروف باسم VIX، ارتفع بنسبة 2.2 نقطة يوم الثلاثاء، ليصل إلى 19.80 نقطة، مما أدى إلى تجاوز السعر الفوري للعقود الآجلة لثلاثة أشهر لأول مرة منذ الاضطرابات التي شهدها القطاع المالي الأمريكي في وقت سابق هذا العام.

هذا الوضع، المعروف أيضًا باسم منحنى VIX المقلوب، حدث مرتين خلال العام الماضي، وفي كل مرة سبقته قمم سوقية. وفقًا لتقرير نشرته “بلومبرغ”.

على الجانب الآخر، شهدت مؤشرات الأسهم الأمريكية انخفاضًا حادًا في نهاية جلسة يوم الثلاثاء، إذ ارتفعت عوائد سندات الخزانة إلى أعلى مستوياتها منذ عام 2007. جاء ذلك في سياق إصدار بيانات تظهر قوة ومرونة الاقتصاد، مما أثار مخاوف من انكماش في واحدة من أكبر اقتصادات العالم في حال استمر التشديد النقدي.

في نهاية الجلسة، تراجع مؤشر “داو جونز” الصناعي بنسبة 1.3% أو ما يعادل 430 نقطة ليصل إلى 33002 نقطة، وهو أدنى مستوى له منذ نهاية مايو الماضي. بالمقابل، هبط مؤشر “S&P 500” بنسبة 1.35% أو ما يعادل 58 نقطة ليصل إلى 4229 نقطة. وشهد مؤشر “ناسداك” انخفاضًا بنسبة 1.85% أو ما يعادل 248 نقطة ليصل إلى 13059 نقطة.

مؤشر VIX شهد ارتفاعًا للجلسات الثلاث المتتالية،

حيث تجاوز مؤقتًا مستوى 20 الذي كان يتم مراقبته عن كثب، وأغلق عند أعلى مستوى له خلال الستة أشهر الماضية.

في الختام، يُشير هذا الوضع إلى أن هناك مخاطر تزايدة في أسعار الفائدة، وهذا يضاف إلى قائمة من المؤشرات التي تشير إلى احتمالية تزايد التقلبات في السوق. وقد شهدت هذه الحالة سابقًا في العام الماضي، حيث ارتفعت الأسهم بقوة بعد فترة من التراجع، ومن ثم واجه المستثمرون صعوبة عندما استمر الاقتصاد في التحسن.

إلى جانب انخفاض الأسهم، وصلت عوائد أدوات الدين الحكومي لمدى 10 و 30 عامًا إلى أعلى مستوياتها منذ الأزمة المالية السابقة، مما يعزز المخاوف من وقوع أزمة مالية في المستقبل. يُذكر أن البنوك تواجه مخاطر بسبب تقلبات أسعار الفائدة، وتعرضت بالفعل لاضطرابات هذا العام بسبب مشكلات بعض البنوك في التعامل مع ديون حكومية طويلة الأمد.

منصة Exness تفوز بجائزة أفضل وسيط عالمي متعدد الأصول لعام 2023

دليلك الشامل لنسخ الصفقات على منصة أكسنس

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *