لماذا ترك المستثمرين عملة الاثيريوم ويشترون البيتكوين
هذا الأسبوع، تم التركيز بشكل كبير على الاختلاف الواضح بين أكبر المستثمرين في عالم العملات الرقمية ، وتحديداً بيتكوين (BTC) وإثيريوم (ETH). يبدو أن هناك تناقضًا واضحًا في مشاعر وتوقعات هؤلاء المستثمرين.
وفقًا لبيانات من شركة تحليل سلاسل الكتل Glassnode، تم ملاحظة انخفاض حاد في عدد حيتان إثيريوم، أي الأشخاص الذين يملكون 1000 ETH أو أكثر (قيمتهم تقدر بحوالي 1.5 مليون دولار)، منذ عام 2020. حيث تم بيع ما يقرب من 20 مليون ETH. وفي المقابل، استمرت حيتان بيتكوين في شراء وتجميع أموالهم بصمت، حيث يمتلكون 1000 BTC أو أكثر (قيمتهم تقدر بحوالي 26.9 مليون دولار)، ولم يحدث تغيير كبير في ملكياتهم خلال نفس الفترة، مع بعض التقلبات الطبيعية.
هذا الفارق الواضح في نشاط الحيتان أثار تكهنات متعددة على وسائل التواصل الاجتماعي، حيث قام بعض الشخصيات المشهورة في مجال بيتكوين بشن هجمات على مجتمع إثيريوم.
وفيما يتعلق بالأسباب وراء هذا الاختلاف، أشار ستيفن لوبكا، رئيس قسم خدمات العملاء في شركة Swan المالية للبيتكوين، إلى أن هناك عددًا كبيرًا من الأفراد أصحاب الثروات العالية (HNWI) يسعون لبيع إثيريوم مقابل بيتكوين. وقد أرجع ذلك إلى المخاوف وعدم اليقين بشأن الإطار التنظيمي والقانوني لصناعة العملات المشفرة، خاصة في الولايات المتحدة.
وأضاف أن “إثيريوم تحت الضغط التنظيمي، بينما بيتكوين ليست كذلك”.
من ناحية أخرى، يُظهر بيتكوين وظيفة بسيطة وأكثر استقرارًا كوسيلة لتخزين القيمة، بينما إثيريوم يقدم وفرة من الميزات والتعقيد، مما يعني أنها تخاطر بحصتها في العقود الذكية وتتعرض لتغييرات في البروتوكول والتفرعات.
من الجدير بالذكر أن بعض المحللين يشككون في دقة البيانات التي أوردتها Glassnode والاستنتاجات المستخرجة منها. على سبيل المثال، كونال جويل، محلل البحوث الأول في شركة Messari، يطرح تساؤلًا حول ما إذا كان الرسم البياني قد تم معالجته بدقة ليأخذ في الاعتبار عمليات رهن إثيريوم. ويشير إلى أن التحويلات إلى عقود الرهن لإثيريوم قد تظهر كعمليات بيع على السلسلة، ولكن في الواقع ليست كذلك.
يجب أن نلاحظ أيضًا أن عملية الرهن في شبكة إثيريوم تتطلب تأمين 32 ETH كحد أدنى في عقد ذكي لدعم شبكة البلوكشين والتحقق من صحة المعاملات. ويبدو أن هذا هو السبب المحتمل وراء انخفاض ملموس في حيازات الكيانات الكبيرة.
بشكل عام، هناك توجهين مختلفين بين حاملي بيتكوين وإثيريوم. وبالرغم من الفارق الكبير في القيمة بالدولار بينهما، يجب أن تكون البيانات دقيقة لفهم الأوضاع بشكل صحيح. وهذا يدعمه أندريه دراجوش، رئيس قسم البحوث في Deutsche Digital Assets (DDA)، والذي يشير
إلى أن مسألة بيع الحيتان لإثيريوم ليست مثيرة للقلق وأن نسبة إمدادات ETH التي يحتفظ بها أكبر 1% من العناوين لم تنخفض بشكل كبير.
باختصار، الأرقام قد تكون مضللة في النظرة الأولى، ولكنها تروي قصة مختلفة حول مشهد الاستثمار في بيتكوين وإثيريوم.