ما هي اسباب صعود الذهب اليوم ؟
شهدت أسعار الذهب ارتفاعًا ملحوظًا اليوم الاثنين، حيث وصلت إلى مستويات قياسية خلال التعاملات، وذلك نتيجة لتراجع قراءة معدل التضخم في الولايات المتحدة. وقد زاد هذا التراجع من التكهنات حول إمكانية أن يقوم مجلس الاحتياطي الفيدرالي بتنفيذ أول خفض لأسعار الفائدة هذا العام في شهر يونيو.
وفي تصريح لاستراتيجي السوق في IG، جون رونغ، أشار إلى أن عدم وجود مفاجآت صعودية في مؤشر أسعار الاستهلاك الشخصي الأساسي قد يعزز فرص ارتفاع أسعار الذهب نحو مستويات قياسية جديدة. وأضاف أن القراءة الأساسية التي تقترب من أدنى مستوياتها منذ عامين قد تدفع بنك الاحتياطي الفيدرالي لاتخاذ إجراءات لخفض أسعار الفائدة في وقتٍ قريب.
وأظهرت البيانات الصادرة يوم الجمعة أن الأسعار في الولايات المتحدة قد استقرت في شهر فبراير، مع ارتفاع مؤشر أسعار الاستهلاك الشخصي بنسبة 0.3%.
وفيما يتعلق بآخر التطورات، أشار رئيس بنك الاحتياطي الفيدرالي، جيروم باول، إلى أن بيانات التضخم الأمريكية الأخيرة “تعكس التوجه الذي نرغب في رؤيته”، مما يشير إلى إمكانية خفض أسعار الفائدة في شهر يونيو.
وفيما يتعلق بالتوقعات المستقبلية، يتوقع المتداولون حاليًا بنسبة 69% أن يبدأ بنك الاحتياطي الفيدرالي في خفض أسعار الفائدة في يونيو، مقارنة بنسبة 64% قبل صدور البيانات يوم الجمعة الماضي.
ويعتبر انخفاض أسعار الفائدة تحريضًا لحيازة الذهب، حيث يقلل من تكلفة الفرصة البديلة للاستثمار فيه. وقد سجل الذهب أكبر ارتفاع شهري له منذ أكثر من ثلاث سنوات في شهر مارس، نتيجة لتزايد التوقعات بخفض أسعار الفائدة والطلب المتزايد على الملاذات الآمنة.
وفيما يتعلق بأحدث التحركات في السوق، فقد استمرت أسعار العقود الآجلة للذهب في الارتفاع خلال آخر تعاملات شهر مارس، حيث ارتفعت بنسبة 1.15% لتصل إلى 2238.4 دولار للأوقية، وهو مستوى قياسي جديد.
وفيما يتعلق بالمعادن الأخرى، ارتفعت الفضة والبلاديوم، بينما زاد البلاتين قليلاً، في ظل استمرار الاهتمام بالمعادن الثمينة كملاذ آمن في ظل التوترات الاقتصادية والسياسية العالمية.
ومع استمرار تزايد التوترات الجيوسياسية في عدة مناطق حول العالم، بما في ذلك الأزمة الأوكرانية والتوترات في الشرق الأوسط، فإن الطلب على الملاذات الآمنة مثل الذهب يبدو أكثر تفاعلًا. ويتوقع البعض أن تظل أسعار الذهب مدعومة في الفترة القادمة بفعل هذه العوامل، مما قد يؤدي إلى استمرار ارتفاعها.
مع ذلك، يجب أن يظل المستثمرون حذرين ويتابعون عن كثب التطورات الاقتصادية والسياسية العالمية، حيث يمكن أن تؤثر أحداث غير متوقعة على اتجاهات الأسواق. ومع ذلك، فإن الكثير من المحللين يتفقون على أن الطلب القوي على الملاذات الآمنة من جانب المستثمرين سيبقى مستمرًا على المدى الطويل، مما يعزز موقع الذهب كأداة استثمارية مفضلة في ظل عدم اليقين العالمي المتزايد.
هذا السيناريو يمكن أن يقود إلى استمرار ارتفاع أسعار الذهب على المدى القصير والمتوسط، مع العلم أن التقلبات في الأسواق ستظل عاملًا مؤثرًا في التحركات السعرية للذهب.