تراجع الدولار قبيل اجتماع الاحتياطي الفيدرالي

تراجع الدولار الأمريكي يوم الأربعاء بعد أن سجل أعلى مستوى له في أربعة أسابيع خلال الليل قبل اختتام اجتماع السياسة النقدية الأخير لمجلس الاحتياطي الفيدرالي. وفي الساعة 04:10 بتوقيت شرق الولايات المتحدة (08:10 بتوقيت جرينتش)، تم تداول مؤشر الدولار، الذي يقيس أداء العملة الأمريكية مقابل سلة من ست عملات أخرى، بانخفاض بنسبة 0.4% عند 104.775، بعد أن وصل إلى أعلى مستوى له منذ 14 مايو عند 105.46 خلال الليل.

تراجع الدولار مرة أخرى عن أعلى مستوياته الأخيرة، لكن الطلب على العملة الأمريكية ظل قويًا بعد صدور تقرير الوظائف الأقوى من المتوقع يوم الجمعة، مما دفع المتداولين إلى تقليص رهاناتهم على تخفيضات أسعار الفائدة الفيدرالية هذا العام. وفي هذا السياق، تتجه الأنظار نحو إصدار البيانات الأمريكية المهمة لمؤشر أسعار المستهلك واجتماع الاحتياطي الفيدرالي في وقت لاحق من يوم الأربعاء، بما في ذلك توقعات أسعار الفائدة الجديدة.

من المتوقع أن يرتفع مؤشر أسعار المستهلكين لشهر مايو بنسبة 0.1% فقط على أساس شهري، بارتفاع سنوي بنسبة 3.4%، وهو ما يزال أعلى بكثير من هدف الاحتياطي الفيدرالي متوسط الأجل البالغ 2%. ومن غير المتوقع أن يقوم البنك المركزي الأمريكي بتغيير أسعار الفائدة هذه المرة، لكن المتداولين يترقبون ما إذا كان مسؤولو الاحتياطي الفيدرالي سيغيرون توقعاتهم لعدد مرات خفض أسعار الفائدة هذا العام.

وحسبما قال المحللون لدى “آي إن جي” في مذكرة، “هناك أمران يمكنهما أن يحركا الأسواق. إذا أزال بنك الاحتياطي الفيدرالي جملة ‘في الأشهر الأخيرة، كان هناك نقص في إحراز مزيد من التقدم نحو هدف اللجنة المتمثل في تحقيق التضخم بنسبة 2%’ من بيانه، فقد تنخفض عوائد السندات الأمريكية قصيرة الأجل والدولار”. وأضافوا: “عادةً ما يقدم رئيس اللجنة باول مؤتمرًا صحفيًا متشائمًا، وقد أنهى الدولار تعاملاته على انخفاض في اليوم خلال الاجتماعات الأربعة الأخيرة المتتالية للجنة الفيدرالية للسوق المفتوحة. وقد يحدث نفس الشيء اليوم”.

في المملكة المتحدة، ارتفع الجنيه الإسترليني بنسبة 0.1% ليصل إلى 1.2750 مقابل الدولار الأمريكي، رغم البيانات التي أظهرت أن الاقتصاد البريطاني لم يسجل أي نمو في أبريل، وذلك بسبب الطقس الممطر. وكان الناتج المحلي الإجمالي ثابتًا في أبريل بعد ارتفاعه بنسبة 0.4% على أساس شهري في مارس. جاءت هذه الأرقام بعد بيانات سوق العمل التي أظهرت تراجع التوظيف وارتفاع البطالة، ولكن مع استمرار النمو القوي للأجور.

ارتفع زوج العملات اليورو مقابل الدولار الأمريكي بنسبة 0.1% ليصل إلى 1.0745، بعد تأكيد البيانات على ارتفاع التضخم الألماني في مايو بسبب زيادة أسعار الخدمات. ارتفع مؤشر أسعار المستهلك الألماني، الذي تم تنسيقه للمقارنة مع دول الاتحاد الأوروبي الأخرى، بنسبة 2.8% في مايو مقارنة بالعام السابق، وهو أعلى من الارتفاع السنوي البالغ 2.4% في أبريل. وقال المحللون: “نعتقد أن زوج العملات اليورو مقابل الدولار الأمريكي قد يجد بعض الدعم من الأحداث في الولايات المتحدة اليوم. ومع ذلك، من المحتمل أن يمثل 1.0800 الآن مقاومة قوية خلال اليوم”.

في آسيا، ارتفع زوج العملات الين الياباني مقابل الدولار الأمريكي بنسبة 0.1% ليصل إلى 157.26، حيث تلقى الين دعمًا ضئيلًا من بيانات مؤشر أسعار المنتجين التي جاءت قبل اجتماع بنك اليابان هذا الأسبوع. من المقرر أن يجتمع بنك اليابان يوم الجمعة ومن المرجح أن يبقي على أسعار الفائدة دون تغيير، لكن من المتوقع أن يقوم بتشديد السياسة النقدية بشكل أكبر من خلال خفض وتيرة مشترياته من السندات.

تراجع اليوان الصيني بشكل طفيف إلى 7.2538 مقابل الدولار الأمريكي، ليظل قريبًا من أعلى مستوياته في ستة أشهر بعد أن أثارت بيانات التضخم الصينية المتباينة المخاوف بشأن الانتعاش الاقتصادي في البلاد. في حين انكمشت أسعار المنتجين بأبطأ وتيرة في 15 شهرًا في مايو، نما مؤشر أسعار المستهلكين بأقل من المتوقع، وبالكاد ابتعد عن منطقة الانكماش.